يستعرض كتاب «الصعوبات القرائية الشائعة في المرحلة الابتدائية»، أهم صعوبات القراءة التي يمكن أن تواجه الأطفال خلال المرحلة الابتدائية. وهو من تأليف الدكتورة كريمة مطر المزروعي، أستاذة التربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، مديرة برنامج اللغة العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، التي وضعت نصب عينيها، معلّم المرحلة الابتدائية وولي الأمر، لتقديم خلاصة واضحة ورشيقة عن أهم الصعوبات التي قد يواجهها الطفل في مهارة القراءة، والطرق العلمية الناجعة في مساعدته على تجاوز مشكلاته في هذا الصدد.
وفقاً لوزارة التربية والتعليم الأميركية، فإن صعوبات القراءة تشكل حوالي 80% من مجموع صعوبات التعلّم، وهو ما يؤكد ضرورة الوقوف على هذه المشكلة ومعالجتها، بدءاً من التعرّف على العلامات المبكرة لوجودها، لدى طفل دون الآخر. ومن هذه العلامات في مرحلة ما قبل الحضانة (أقل من 4 سنوات):
بطء النمو اللغوي أو تأخره، وصعوبات النطق، وبطء تعلّم المفردات الجديدة أو تأخره، وصعوبة اختيار الكلمات المناسبة في الحديث، وبطء تعلّم الأرقام والحروف أو تأخره. أما في مرحلة الحضانة حتى الصف الرابع الابتدائي، فقد تتمثل هذه العلامات في بطء تذكر الحقائق أو تأخره، وتعدد الأخطاء الإملائية، وبطء تكوين علاقة بين الحروف وأصواتها أو تأخره، وضعف ملاحظة البيئة المحيطة كأن يصطدم الطالب بالكرسي بشكل متكرر، وقلة التخطيط والتنظيم.
من النصائح التي يوردها الكتاب لمساعدة المعلمين على التعامل مع مختلف حالات صعوبات التعلّم، أن يحدد المعلّم الواجبات والتكليفات وأوقات الاختبارات مقدماً وبفترة كافية، وأن يحدث تناسباً بين النص المقروء والمستوى الحقيقي للطالب في القراءة وليس سنه، ومن هنا يجب ألا تفرغ حقيبة المعلم من نصوص قرائية عدة متفاوتة الصعوبة.
كما يُفضل أن يكون لديه نسخ من النصوص أو الاختبارات بحروف كبيرة للطلاب ضعاف البصر، وعليه أن يشجع الطالب ذا الصعوبة في الاعتماد على حاستي السمع والبصر لاكتساب مهارة القراءة، مع استخدام الوسائل المساعدة لإثارة هاتين الحاستين للتعلّم، مثل جهاز العرض المرئي، والقصص المسموعة. كذلك على المعلّم أن يبدأ مع هذا الطالب بمواد ونصوص لا تزخر بمفردات جديدة وصعبة كثيرة.
كما يجب أن تكون جُمل النص واضحة وقصيرة وتعطي المعنى مباشرة. وعلى المعلّم أن يتفهم أن الطالب ذا الصعوبة يشعر بمشكلته، فهو يعيشها، ويعلم بها، ويعاني منها، ويحس أن من حوله يعرفون وضعه، لذا فهو يحتاج إلى يد صادقة وصابرة وحانية لتساعده على تجاوز مشكلته.
- صعوبات شائعة
وفي الفصل الثاني من الكتاب تناقش المؤلفة صعوبات القراءة الشائعة غير المرتبطة بصعوبات التعلّم، والتي قد يواجهها المعلّم داخل غرفة الصف، وتأتي قلة المخزون اللغوي (المفردات) في مقدمة هذه الصعوبات، إذ يفتقر الطالب إلى المفردات التي تناسب مستواه العمري والصفي، فيشعر أنه غير قادر على فهم واستيعاب المادة المقروءة.
ويلجأ إلى استخدام اللهجة العامية عوضاً عن الفصيحة للتعبير عن نفسه ومتطلباته، سواءً شفهياً أو تحريرياً، وكذلك تميل درجات هذا الطالب إلى الضعف الشديد في اختبارات التعبير والإملاء. ويمكن علاج هذه المشكلة من خلال قيام المعلّم في حصة القراءة بشرح المفردات الجديدة والصعبة شرحاً مبسطاً.
واقتراح المرادفات، وقد يشرح المعلّم المزيد من المفردات التي يتوقع أن لا يعرفها الطالب ذا الصعوبة، وبعد ذلك يسأل المعلّم عن مرادفات أخرى وأضداد - إن وجدت - ليتحقق من عمق استيعاب الطالب للمفردات الجديدة أو الصعبة.
- تعلُّم القراءة
وتخصص المؤلفة الفصل الثالث من كتابها لصعوبات القراءة الشائعة المرتبطة بصعوبات التعلّم، وخاصة «الديسليكسيا» التي تجعل الطالب غير قادر على تعلّم القراءة أو التهجئة بشكل صحيح، ومن أعراضها: عكس الحروف والكلمات، وصعوبة التكرار والتذكر، والكتابة بخط غير مرتب، وصعوبة تدوين الأفكار (صعوبة التعبير عن أفكار الطالب بالكتابة). وعلاج هذه المشكلة يتطلب الاستعانة بأخصائي لمساعدة المعلّم في الوصول إلى أفضل استراتيجيات وطرق التدريس المناسبة للطلاب الذين يعانون هذه الحالة.
وهناك أيضاً مشكلة فرط النشاط وتشتت الانتباه، التي تشمل أعراضها عدم التركيز على التفاصيل بشكل متواصل.
المصدر مجلة اليوم العدد 276/15