إن هذا المصطلح وضعه الباحث الفرنسي "Martinand" (مارتيناند)، وهو مفهوم يرتبط بحقل ديدكتيك العلوم الفيزيائية والطبيعية، ولقد وظفه العديد من العلماء.
وهو مصطلح مركب يتألف من:
- لفظ هدف - objectif المأخوذ من بيداغوجيا الأهداف ولفظ عائق - obstacle المستمد من ابستمولوجيا باشلار.
معنى الهدف العائق:
إن التوليف بين هذين اللفظين في إطار "هدف عائق" يفقدهما مدلوليهما الأصليين، مما يضفي على المصطلح دلالة جديدة؛ فهناك من جهة تراكم التأثير الدينامي للعائق بمعناه الابستمولوجي؛ ومن جهة ثانية يفقد لفظ "هدف" مقدارا من الشفافية التي يتصف بها، وهو مستعمل ضمن بيداغوجيا الأهداف.
كما أن جدة هذا المصطلح "هدف عائق" تظهر على مستوى آخر:
- فعوض تحديد الأهداف انطلاقا من تحليل قبلي للمادة الدراسية فقط.
- وتحديد العوائق الابستمولوجية والسيكولوجية انطلاقا من نشاط الذات.
- يتم انتقاء الأهداف بناء على طبيعة العوائق كمرجع أساسي.
التدخل البيداغوجي و"الهدف العائق" :
وقد يشير اللفظ إلى الاستراتيجية التي يتبعها البيداغوجي؛ تلك البيداغوجيا القائمة على أساس إمكانية رفع العوائق التي يكشف عنها لدى التلاميذ.
- وتفترض هذه الاستراتيجية أن يتم فرز العوائق.
* على أن البعض منها قابل للتجاوز.
* بينما لا يمكن تجاوز البعض الآخر.
- وينبغي من جهة أخرى التمييز بين مفهومي :
* "الهدف العائق" ومفهوم "الحصر" Blocage
وذلك اعتبارا للدلالة السلبية التي ينطوي عليها مفهوم "الحصر" Blocage.
وهكذا فإذا كان مفهوم "الهدف العائق" يتمتع بقابلية التجاوز فإن مفهوم "الحصر" يتسم بالعقم، بل ويعكس إحساس الذات بالعجز، وذلك لكون كيفية تجاوزه غير معروفة.
خطوات لتمييز الهدف العائق:
هناك خطوات يمكن بفضلها تمييز الهدف العائق عن كل ما يمكن أن يماثله أو يتصف بمواصفات قد تشابهه، ولتحديد ذلك نحدد الخطوات التالية:
1- الكشف عن عوائق التعلم، تلك التي تشكل التمثلات Les représentations ، وذلك دون الانتقاص من قيمتها أو المبالغة في تقديرها.
2- تحديد نوع المسار الذهني التقدمي، الذي يطابق إمكانية التجاوز المحتمل لتلك العوائق، بواسطة الطريقة الأكثر دينامية.
3- انتقاء العائق الذي يبدو أنه قابل للتجاوز، خلال مقطع دراسي، من بين العوائق التي تم الكشف عنها.
4- تحديد موقع العائق القابل للتجاوز ضمن الصنافة الملائمة، على اعتبار أن المظهر الغالب في "الهدف العائق" يرتبط دائما بصنافة من الصنافات: ("هدف عائق" يتعلق بالمواقف أو بالمنهج أو بالمعرفة أو بمهارة عملية أو اكتساب اللغة أو بشفرة ما).
5- ترجمة هذا "الهدف العائق في صيغة ألفاظ إجرائية، حسب الطريقة التقليدية في صياغة الأهداف.
6- إيجاد وتهييء عُدَّةٍ متناسقة، تلائم الهدف، ووضع إجراءات علاجية، في حالة وجود صعوبة ما.
الهدف المغلق Objectif fermé
حسب تعبير Legendre هو الهدف الذي يتحقق بدقة وبكيفية واحدة لدى مجموعة من المتعلمين.
إذن "الهدف المغلق" يتم من خلاله تحديد كل شيء تحديدا قبليا، بناء على مفاهيم الإنتاجية والعقلانية والفعالية؛ إذ ينبغي أن يكون الموضوع واضحا، دقيقا، لا يحتمل أكثر من معنى،
وقد يتعلق الأمر في الأهداف المغلقة:
- بالإشارة الواضحة إلى ما سيكون التلميذ قادرا على إنجازه كنتيجة للتعلم.
- ومن الضروري أن تتضمن صياغة "الهدف المغلق" الإشارة إلى ما يلي:
1) الذات: فعل يحدد نشاطا ملاحظا ومحتوى أو موضوع النشاط.
2) شروط التقويم (الأداة، الوقت، المطلوب إنجازه...)
3) معيار الإنجاز المقبول: أي الحد الأدنى الذي يعتبر وفقه العمل مقبولا وناجحا.
4) وضعية التعلم: أي المحتوى والمرجعية والأدوات والطرائق والتمارين.
الهدف الإجرائي:
حسب De landsheere تشمل الصياغة الكاملة للهدف الإجرائي خمسة مؤشرات دقيقة هي :
1) من الذي سينتج السلوك المطلوب ؟
2) ما السلوك الملاحظ الذي سيبرهن على تحقيق الهدف ؟
3) ما مُنتَج هذا السلوك (الإنجاز) ؟
4) في إطار أي شروط سيتحقق السلوك ؟
5) ما المعايير التي ستعتمد لتحديد ما إذا كان المُنتَج مُرْضٍ ؟
عائق ابستيمولوجي Obstacle épistémologique
مجموع التعطلات والاضطرابات التي تتسبب في ركود وتوقف المعرفة العلمية، وهي تعطلات واضطرابات تعود بشكل صميمي إلى فعل المعرفة ذاته، لا إلى أسباب خارجية عن هذا الفعل، مثل تعقد الظواهر، وسرعة زوالها، أو ضعف الحواس والفكر الإنسانيين.
ولقد استنتج باشلار أن العوائق الابستمولوجية (من هذا المنظور) هي كل ما يحول (بشكل غامض غير واضح وغير مباشر) دون تقدم العقلانية وتطور المعرفة الموضوعية، لأنها (أي العوائق) نابعة من أغوار اللاشعور الجمعي. و نضيف بأن العوائق الابستمولوجية الإيديولوجية تكون أكثر ظهورا في بعض المجالات مثل البيولوجيا، و ذلك بكيفية عامة وأكثر وضوحا؛ لكن ينبغي دائما معرفة ما إذا كانت تخفي عوائق أخرى.