-->
تكنولوجيا التعليم تكنولوجيا التعليم
new
جاري التحميل ...
new

التقويم الإلكتروني ... بين مشكلات المصداقية والتحديات المستقبلية









بقلم: تامر الملاح

  1.   مقدمة.

لا يوجد عملية تعليمية بدون الوقوف على مدى تحقيقها للأهداف المنشودة منها، ولعل الوسيلة الأولى والأهم على الإطلاق هى عملية التقييم والتقويم، والتى تمكننا من معرفة مدى ما تحقق من الأهداف المنشودة على الجانب التربوي والتعليمي، ومع التأخر الواضح والملحوظ على النطاقين التعليمي والتربوي أصبحت عمليات التقييم والتقويم تتم بشكل لا يراعي فيه أي معايير للتقييم والتقويم.

فأحياناً كثيرة تتحكم ذاتية الشخص القائم بتلك العملية ويتحكم فيها وفق توجهاته، فيفقدها موضوعياتها، وتصبح النتائج غير صحيحة، هذا الأمر الذى ساعد ظهور التقويم الإلكتروني على التغلب عليه بشكل قوي، ولكن ظهرت عيوباً أخرى مع التقدم التكنولوجي والتطور الملحوظ فى بيئات التعلم الرقمية.

يتعرض المتعلمون لنفس الإختبارات والأدوات المستخدمة فى التقييم دون مراعاة لفروقاتهم الفردية، وكأن المحتوى الذي يختبروا فيه مُقدم لطالب واحد، وهذا أيضاً من أهم المعوقات والقصور الموجودة فى التقويم التقليدي، والتي سعى التقويم الإلكتروني للتغلب عليها بشكل كبير.

ونحن هنا في هذه المقالة بصدد الحديث عن معاناة التقويم الإلكتروني بمختلف أدواته التكنولوجية ولعل أهمها هى مشكلات المصداقية فى ظل التقدمات التكنولوجية الواضحة فى المجال التعليمي حول العالم، مما ألزم التربويين على البحث عن سُبل لتطوير آليات التقويم للطلاب داخل البيئات التقليدية والإلكترونية.

فالتقويم بمختلف أدواته بشكل عام هو جزء أساسي داخل العملية التعليمية، وبشكل خاص فهو أحد أهم اهتمامات تكنولوجيا التعليم التي تسعى دائماً لتطويرها مع تطور البيئات التعليمية، وتسعى للتغلب على المشكلات التي تواجهه لضمان تقديم بيئات تعليمية إلكترونية متكاملة ويتوفر بها كافة المقومات الأساسية لقيام العملية التعليمية.

  1.   مشكلات المصداقية.

وهنا سوف نستعرض سوياً العديد من المشكلات التى تتعلق بالتقويم الإلكتروني والتى دائماً ما تدور حول المصداقية وطريقة التنفيذ، ونفسرها على النحو التالي:
  • - المصداقية الذاتية: هل لدينا ثقافة أن يختبر الفرد إلكترونياً بنفسه، ولا يوجد هناك أى إنتحالات للشخصية، فهو أمر فى غاية الأهمية، ويحتاج إلى رقابة شديدة ومحكمة للتغلب عليه خاصة فى بيئتنا العربية، فيجب أن نرخص فى نفوس المتعلمين إذا ما تحول الأمر إلى الرقمنة أن يؤدي كل متعلم مهامه بنفسه، ولا يترك غيره يقوم بها.


  • - ثقافة البرمجية: فمن الكائن أن برمجيات التقويم الإلكتروني المتاحة إلكترونياً ليس لديها القدرة على مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين المتقدمين لعمليات التقييم والتقويم من خلالها، فثقافة البرمجية وبرمجتها قائمة على إستدلالات واحدة يقيم من خلالها جميع الطلاب وكأن التقييم مُقدم لطالب واحد.


  • - آليات ومهارات الإعداد: مدى توافر البرمجيات المستخدمة فى إعداد تلك المهام الخاصة بالتقويم الإلكتروني، ومدى توافر مهارات إستخدامها لدى المعلمين والقائمين على الإعداد لها، فيجب أن يتمكن جميع المعلمين ومن بعدهم طلابهم من إمكانية إنتاج إختبارات وأدوات التقويم الإلكتروني من خلال العديد من البرمجيات المخصصة لذلك.


  • - الهيئات المسئولة: لابد من توافر هيئات رسمية مسئولة عن عمليات التقويم الإلكتروني، وذلك لضمان إستمرارية تقديم الخدمة ورقمنة العملية بشكل رسمي داخل إطار العملية التعليمية.


  • - تخوفات التربويين: هناك الكثير من التخوفات لدى العديد من التربويين بشأن تطبيق التقويم الإلكتروني داخل المنظومة التعليمية، لما للتقويم التقليدي من أهمية كبيرة لديهم، فيعتقدون أنه مهما تطورت التكنولوجيا لا نقدر على أن نستغنى على ورقة الأسئلة والإجابة على الإطلاق.


  • - قيمة التقويم التقليدى: تقديس الكثيرين للتقويم التقليدي لما يتيحه من حرية في التعبير والتقدير للإجابات المختلفة، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من خلال تقدير المعلم المُصحح لذلك.


  • - عدم المرونة فى التقدير: فالتقويم الإلكتروني يتم برمجته على استدلالات معينة وثابتة لا تتغير من طالب لأخر، فيتم من خلاله توحيد عملية التقييم والتصحيح فبالتالى لا يوجد أي حرية للتعبير أو مراعاة الاختلافات فى إجابات أو تفاعلات الطلاب والمتعلمين.


  • - ثقافة المجتمع: فثقافة المجتمع والمتمثلة فى الأب والأم بالنسبة للمتعلم ليس من السهل تقبل تلك الفكرة أن يجلس ابنهم يجرى إختباراً على جهاز الكمبيوتر الخاص به، لأنهم ينظرون إلى تلك الأجهزة على أنها مضيعة للوقت ليس إلا.


  • - انتشار الخدمة والتقنية: لا يوجد أجهزة وبرمجيات كافية سواء داخل المؤسسات التعليمية أو داخل منازل الطلاب، لذى يُعد ذلك من أهم المعوقات التي تمنع تطبيق أى أداة أو آلية للتقويم الإلكتروني.


  • - البنية الفكرية التحتية: ويقصد بها طبيعة البناء الفكري للطلاب والمعلمين والمديرين داخل المؤسسات، فهل يسعون دائماً إلى التطوير وإدخال ودمج التقنيات في التعليم أم ينتمون إلى من لديهم تخوفات وهاجس نحو تطبيق التكنولوجيا في التعليم.


  • - تطورات المناهج: تغيير المناهج وتطورها بإستمرار، إضافة إلى أن التقويم الإلكتروني بحاجة إلى توفير مناهج متطورة ومحدثة بإستمرار، وهذا عائق خطير جداً لما تعانيه المناهج من قصور.


  1.  تحديات المستقبل:


مع التطورات التكنولوجية الكثيرة التي حدثت فى الآونة الأخيرة جعلت كافة المنظومة التعليمية فى حالة تحدي مستمر أمام ذلك التقدم ومن تلك التحديات التى تختص بالتقويم الإلكتروني الأتي:

  • - التقويم التكيفي: فالتعلم التكيفي ببيئاته التي أظهرت قدرات هائلة فى مواجهة الفروق الفردية فى أساليب تعلم المتعلمين إعتماداً على التكنولوجيا كانت من أهم التحديات التي جعلتنا نفكر فى إنتاج إختبارات وأدوات تقويم تكيفية تراعى فروقات المتعلمين وفقاً لأسلوب تعلمهم.


  • - التقويم الإلكتروني داخل العوالم الافتراضية: فكل يوم تجد الجديد فى العوالم الافتراضية، تطورات متلاحقة، وتكنولوجيات أكثر حداثة... فلاب علينا من التفكير في إنشاء بيئات تعليمية افتراضية كمنظومة كاملة... ويجب دراسة عمليات وأدوات التقويم الإلكتروني داخل تلك العوالم نفسها.


  • - تقييم دروس الحد الأدنى القابلة للنمو: دروس الحد الأدنى القابلة للنمو والتي سوف تكون أحد أهم توجهات تكنولوجيا التعليم فى العصور القادمة، وسوف يكون لها بالغ التأثير على عمليات وأدوات التقويم الإلكتروني، وسوف تساهم فى تغيير العديد من آلياته.


  • - تحديات تكنولوجيا التعليم وبيئاتها: مع التطورات الحادثة حالياً فى بيئات التعلم الرقمية يجب أن يتطور معها التقويم الإلكتروني بشكل متزامن وتطور طبيعي لأنه يُعد الجانب الأهم لقياس مدى ما تحقق من الأهداف من العملية التعليمية والتربوية.

لمتابعة مقالات الأستاذ :
تامر الملاح  من الرابط




تكنولوجيا التعليم

بقلم :تكنولوجيا التعليم

هدفي من خلال القناة هو تأطير وتطوير إدماج تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم،وقيمة الإنسان ليس بما يملك،بل إن قيمته فيما يقدم للآخرين.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مرشدي في تعلم العربية

 

تصميم الموارد الرقمية

 

مدخل ‘لأى المونتاج

 

جديد سنة 2017

جميع الحقوق محفوظة

تكنولوجيا التعليم

2016