- بقلم الأستاذ : محمد طويل
أعتقد أن مفهوم التجديد في الميدان التربوي أشمل من أن يختزل في التجديد على مستوى توظيف تكنولوجيا الاعلام و الاتصال، في تقديم عروض بالالوان و أشرطة و تطبيقات و برانم محاكاة و برمجة و دروس عن بعد عبر مسطحات و غرف صوتية ... باعتماد وسائل تكنولوجية غير متاحة لدى أي كان و أينما كان ..
بل يتعداه إلى التجديد في المجالات ذات الصلة بعلوم التربية والسيكوبيداغوجيا و الديداكتيك...و باقي مكونات الفعل التربوي التعليمي على اعتبار أنها المكونات الأصل في ممارسة مهنة التدريس قديما و في الوقت الحاضر و في المستقبل و في الارتقاء بها بعيدا عن اي تشويش .
هناك أساتذة ، في أكثر من مكان ، ينهلون يوميا من مختلف حقول علوم التربية و يجددون في أساليب عملهم و تعليمهم ، في تصورهم للفعل التعليمي و التخطيط له و تنفيذه ، في تعاملهم مع تلامذتهم و مع أولياء أمورهم ، في نوعية الأنشطة التي يعتمدونها من أجل تقريب متعلميهم من مواضيع التعلم التي يقترحونها ، في وسائل العمل التي يوظفونها ، في تكييف عملهم مع ما لديهم من إمكانات ، في التكيف مع ظروف العمل و طبيعة المتعلمين و انماط تعلمهم ، في رصد أي تحول يطرأ على أي فرد من أفراد مجموعة الفصل ، في تتبع احوال متعلميهم النفسية من أجل دعمهم بما لديهم من خبرة ، في تقمص ادوار الاب و الام و الاخ الناصح احيانا ، في تجريب أي جديد في ميادين البحث التربوي التطبيقي الإجرائي و حتى النظري من أجل إنجاز الأفضل ، في القدرة على التعامل مع الوضعية التربوية بكل تعقيداتها و تحت أي ظرف...
أولئك هم المجددون حقا .و أولئك هم من باستطاعتهم منح الأداة الرقمية مهما بلغت من تطور البعد التربوي الديداكتيكي الضروري لتصير أداة بيداغوجية ...