بقلم.... تسنيم داود الإمام
بعد ظهور التعلم التكيفي وبيئاته على الساحة التعليمية والتربوية في الفترة الأخيرة أصبح من الضروري النظر إلى جميع الاستراتيجيات التعليمية الموجودة قبل ظهوره ومحاولة أقلمتها على الوضع الجديد في ظل معايير وظروف جديدة تجعل من الطرق والاستراتيجيات الحالية محل فلتره وفقاً لهذه المعايير الجديدة.
فنجد أن بيئات التعلم الإلكترونية التي كانت موجودة قبل ظهوره أصبحت بين شطرين الشطر الأول: وهو القابل للتكيف: ويعد هذا النوع قابل لإمكانية تطبيق مبادئ التعلم التكيفي التي تقوم على التنوع في العرض بما يتناسب مع أنماط المتعلمين المختلفة وأساليبهم بالتعلم، مثال إستراتيجية وطريقة التعلم المعكوس، أما الشطر الثاني: وهو الغير قابل للتكيف ويوجد بهذا النوع صعوبة في تطبيق مبادئ التعلم التكيفي وبيئاته، نظراً لجمود البيئة أو الإستراتيجية ومثال على ذلك إستراتيجية أو طريقة التعلم المعتمدة على أنظمة ثابتة غير قابلة للتغير.
- 1* بيئات التعلم التكيفية.
فالبيئة التكيفية هي: بيئة غنية بالمحتوي التكنولوجي التكيفي القائم عل استخدام المستحدثات التكنولوجية من أجل إحداث تغيير في نظم العملية التعليمية وتغير مخرجات عمليتي التعليم والتعلم، فالبيئة التكيفية تتكيف مع المتعلمين وحاجاتهم المتعددة، ويمكن لأي مستخدم أن يحصل على المحتوى التكيفي القابل للتكيف لأن النظام ككل داخل البيئة التكيفية يختلف تماماً عن البيئات الآخرى فهو نظام يعمل آلياً ويضبط نفسه بنفسه، فهي بيئة قابلة للتكيف adaptability، والتكيف adaptation، فهما يشيران إلى بيئة المحتوي، أى إلى النظام نفسه (البرنامج).
ويُعرفها (سامي سعفان، 2010) بأنها: نظم تقدم للمتعلم كثير من الحرية للتجول عبر مساحات فائقة، حيث تدمج الوسائط الفائقة مع نموذج المستخدم الذي يقدم محتوي متوافقاً مع معرفة المستخدم، وأهدافه، وتفضيلاته.
فــــــــــــــــى حين يُعرفها كـــــــــل مـــــــــــــــــن جوفانوفيش وجاسيفيك وتورنيايك وباتيماند وهاتــــــــــــــلا (Jovanovic, Gasevic, Tornic, Batemand & Hatala.2009) بأنها: نظم تعليمية تعتمد على تقنيات متنوعة من الذكاء الإصطناعي، بهدف تحسين تعلم المتعلمين، ومساعدتهم على الوصول إلى أهدافهم التعليمية.
فبيئات التعلم التكيفية الذكية قادرة على التغيير من نفسها وشكلها وفقاً لما يقدمه المتعلم لها من بيانات وما تستنتجه تلك البيئات من معرفة سابقة حول المتعلم وطريقة تعلمه، مما يجعلها قادرة على تحقيق أفضل النتائج.
- 2 التكيف في بيئات التعلم.
لقد أصبح التعلم والتدريب من الأسس الهامة والضرورية في بناء مجتمع المعرفة، إلا أنه مع ندرة الخبرات وارتفاع التكاليف اللازمة لتقديم تلك الخدمات تطلب التحول من الأنماط التقليدية التي تعتمد على تقنية المعلومات وترتكز حول الطالب.
وتشهد نظم التعلم في الوقت الحالي تطور متلاحق في تقنية المعلومات والاتصالات ومع ذلك التطور فقد أصبحت الطرق والأساليب المتبعة حاليا في إدارة التعلم لم تعد قادرة على مواجهة تلك التحديات. كما أن ذلك التحول الذي شهدته بيئات التعلم والمتمثل في تطور التكنولوجيا تحولًا ضروريا في تعزيز رغبة المتعلمين من جهة والعملية التعليمية التي يقدمها المعلمون من جهة أخرى. أصبح التعلم، بنشاطاته المختلفة، مرتكزا بشكل أساسي على المتعلم ليس على المعلم.
هناك العديد من المتغيرات التي تؤثر على العملية التعليمية بشكل فعال فمنها مثلا قدرات المتعلمين المختلفة في التعلم، ومواقفهم وأنماطهم التعليمية. يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار كل
تلك المتغيرات خلال مراحل عملية التعلم لتحقيق اكبر قدر ممكن من الفائدة، حيث تصل تلك الفائدة إلى مداها حين يصبح المتعلم هو أساس عملية التعلم. (تامر الملاح، 2017).
- 3 بيئات التعلم القابلة للتكيف.
لذلك نجد أنه يوجد هناك عدد من فئات التكيف داخل بيئات التعلم بشكل عام، وسوف نذكرها إجمالاً لتفصيليها في مقالة أخرى، وهي على النحو التالي:
- الفئة الأولى: التفاعل التكيفي.
- الفئة الثانية: المقرر التكيفي.
- الفئة الثالثة: إكتشاف وتركيب المحتوى.
- الفئة الرابعة: الدعم التشاركي التكيفي.
ولمزيد من المعلومات يمكن الإطلاع على كتاب دلالية بيئات التعلم التكيفية، لـ تسنيم داود الإمام، الصادر عن دار السحاب للنشر والتوزيع بالقاهرة، مصر، لعام 2018، قريباً.