-->
تكنولوجيا التعليم تكنولوجيا التعليم
new

الحقول المعجمية والدلالية مقاربة ديداكتيكية



بقلم الأستاذ : المهدي فاضل
الحقول المعجمية والدلالية في القراءة المنهجية
إن الهدف من هذا المقال هو الوقوف على مظاهر الجانب المعجمي والدلالي في مرحلة التحليل ضمن القراءة المنهجية لمكون القراءة، وكيفية توظيفها في الكتب المدرسية المقررة، ومدى احترام التوجيهات التربوية بالخصوص  لمفهوم الحقل الدلالي والمعجمي، ومدى ملاءمة الحقول المعجمية والدلالية لمجال النص، ولكن في بداية لابد من تحديد دقيق لمفاهيم كمنطلق هذا البحث.

  1. 1.مفهوم الحقل الدلالي والمعجمي:

يعرف الحقل الدلالي semantic Field   ، أو الحقل المعجمي lexical Field 
في إطار نظري معين بنفس الدلالة، باعتبار "مجموعة من الكلمات التي ترتبط دلالتها، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعهما، مثال ذلك: كلمات الألوان في اللغة العربية، فهي تقع تحت المصطلح العام لون وتضم ألفاظا مثل: أحمر، أزرق، أصفر...
ويعرفه أولمان "باعتباره قطاعا من المادة اللغوية ويعبر عن مجال معين من الخبرة"[1]
ويعرفه جون ليونز " بأنه مجموعة جزئية لمفردات اللغة".[2]
ونفهم من هذه النظرية بأنه لكي تفهم معنى كلمة، يجب أن تفهم كذلك مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليا، وفي هذا السياق يأتي تعريف أولمان للكلمة " بأنها عبارة عن محصلة من الكلمات الأخرى داخل الحقل المعجمي".[3]
من هنا يتضح بأن الحقل المعجمي عبارة عن مجموعة من الألفاظ التي تتحدد في سياق معين، والذي يحتاج إلى قراءة عميقة للنص قصد استخلاصه وكذلك شأن بالنسبة للحقل الدلالي، غير أن ها الأخير يشترك في بنية دلالية تحكم هذه الألفاظ.

إن هذا التحليل الذي وضعه علماء الدلالة لمفهوم الحقل الدلالي، يرتبط بالأساس بجمع الكلمات التي تحتص بحقل معين، والكشف عن العلاقات التي تربطها بمثيلاتها الأخرى وعلاقتها بالحقل العام.
وقد تم تحديد مجموعة من الأسس الخاصة بهاته النظرية والتي لابد أن تراعي عند تحديد الحقول المعجمية أثناء مرحلة التحليل في القراءة المنهجية، وهي:
·      " لا وحدة معجمية lexem عضو في أكثر من حقل؛
·      " لا وحدة معجمية، تنتمي إلى حقل معين؛
·      لا يصح إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة؛
·      استحالة دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي.[4]"
وتم توسيع مفهوم الحقل الدلالي، ليشمل أنواعا أخرى مثل الكلمات  المترادفة ، والكلمات المتضادة، والأوزان الاشتقاقية، وتم إطلاق اسم الحقول الدلالية الصرفية عليها.
إن الشرط الأول يتعلق بالوحدة المعجمية التي لا يمكن أن تتوزع إلى حقلين مختلفين راجع إلى عدم التمييز بين هذين المفهومين " الحقل الدلالي والمعجمي"، وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد غاليم " إن الأفعال إذن يمكنها أن تستعمل في أكثر من حقل واحد، ويمكن أن نستنبط أمثلة متعددة لذلك،... إن العلاقة بين هذه الاستعمالات المختلفة للفعل الواحد، ليست عرضية، وإنما تفيد، كما سبق، أن الفعل هو نفسه، ويغير فقط حقله الدلالي عن طريق التعميم عبر الحقول. فإحدى طرق التوسع الدلالي، إذن يتجلى في الاحتفاظ بسلامة البنية الدلالية الأساسية، باستثناء الجوانب التي تتجاوز الحقل الخاص."[5]



ونقدم في ما يلي مجموعة من التصنيفات التي اقترحت للحقول الدلالية، ومنها " التصنيف الذي اقترحه " GREEK NEW FESTSMENT"، ويقوم على الأقسام الأربعة الرئيسة.[6]
-       الموجودات   ENTITIES                                  - الأحداث    EVENTS
-        المجردات ABSTRACTS                               - العلاقات RELATIONS

نلاحظ أن حجم الحقول يختلف من مجال إلى آخر، وأن المجال الذي يهيمن أكثر هو الدال على الكائنات والأشياء (الموجودات)، ويليه الأحداث، وأقل من ذلك المجردات وأقل الجميع العلاقات.
 وقدم علماء اللغة مجموعة من الضوابط التي تحكم بنية الحقل الدلالي في قواميس اللغات وتتجلى في مظهرين:
-       السمات الدلالية : حيث يقوم كل حقل على مجموعة من العناصر التصويرية، أو السمات الضرورية التي تشترك فيها وحدات الحقل، هذه العناصر التصويرية لقيام الحقل، هي التي تدل عليها سمات الحقول الدلالية، وكلما كشف تحليل مجموعة كلمات من سمات قاعدية مشتركة، كلما كان دليلا على انتماء المجموعة المذكورة إلى الحقل الدلالي.
-       السمات المركزية: وهي سمات تتعلق بمركز أو بؤرة، تندرج الفروق انطلاقا منها وهي سمات تتصف بالتدرج كما هو الحال في تدرج الفروق بين الألوان أو في تدرج علاقة الطول بالعرض.

  1. 2. العلاقات التي تحكم الحقول المعجمية والدلالية:

يرى أولمان في تعريفه للكلمة " بأن مكانها في نظام من  العلاقات التي تربطها بكلمات أخرى في المادة اللغوية"[7]
ويحدد علماء نظرية الحقول الدلالية أنواع من العلاقات داخل كل حقل معجمي فيما يلي:
·      الترادف؛ synonyme
·      الاشتمال أو التضمين؛ hyponuny
·      علاقة الجزء بالكل؛ port wole relation
·      التضاد؛ antonomy
·      التنافر[8]. Incon-patibility
وفي تصور أخر نجد الدكتور محمد رشاد الحمزاوي الذي يميز بين الحقل المعجمي والدلالي بقوله " الحقل الدلالي نعني به مجموع استعمالات كلمة مدخل من مداخل المعجم، وما توفره من معان باعتبار السياقات التي ترد فيها، من ذلك أن مدخل "بان" لازما ومتعديا، يتوفر على ثمانية معان في المعجم الوسيط منها:
بان الشيء بيانا: ظهر واتضح.
بان فلان: رحل وابتعد
بانت الفتاة: تزوجت
بانت الشجرة: طالت طولا ظاهرا."[9]
أما الحقل المعجمي فيعرفه كذلك بكونه " يراد به مجموع الكلمات المداخل التي توفرها اللغة أو تنشئها للتعبير عن مختلف عناصر علم معين أو تقنية أو تكنلوجية، أو موضوع من المواضيع، مثل حقل السيارة المعجمي والأدب والأسرة والألوان... والتي يحتاج إليها المعجم ويستوجب تسجيلها لتدرج في نصوصه ومتنه تعبيرا عن مدى حقوليته المعجمية كما وكيفا ومواكبته لواقعه وشهادته منه على مجتمعه وزمانه".[10]




  • اشكالاتها ديداكتيكية:

ما يمكن الاشارة إليه هو عدم تفريق بين الحقول المعجمية والدلالية في التوجيهات التربوية بالإضافة إلى صعوبة تعامل المتعلمين مع هذا نوع من الحقول، كما تجذر الاشارة  كذلك إلى النمطية التي أصبحنا نلمسها في اختبارات سواء الإشهادية أو المراقبة المستمرة  في طرحها للحقول، وعوز المتعلم في استدراجها  واكتفاء فقط باستنباط بعض الألفاظ الدالة عليها.  نجد  كذلك استعمالهما بنفس المصطلح وعدم ملاءمة هذه الحقول لطبيعة النصوص المدرجة في الكتب المدرسية، وهو ما يشكل ارتباكا لدى المتعلم.  والملاحظ كذلك غياب مصوغ للاختيار  الحقول  داخل النص والتي قد تختلف مع ما يطرحه الكتاب المدرسي بعد الفهم العميق للقصيدة أو النص.
أما العلاقة التي لا تخرج عن تكامل وترابط وانسجام وتنافر والتي تحتاج هي الأخرى لإعادة النظر، لأن لا وجود لهكذا علاقات نصية، ولا ننسى دور هذه الحقول في  تعميق  الكفاية المعجمية  التي تعتبر أساس بناء الرصيد المعجمي  للمتعلم وتبنيه للكفاية التواصلية والمنهجية.













المراجع العربية المعتمدة
Ø   مختار (أحمد عمر)،علم الدلالة، عالم الكتب، القاهرة، ط5، 1998  
Ø   غاليم محمد ، التوليد الدلالي في البلاغة والمعجم، دار توبقال للنشر،ط1،1987
Ø   البهنساوي (حسام)، التوليد الدلالين دراسة للمادة اللغوية في كتاب شجر الدر لأبي الطيب اللغوي، في ضوء العلاقات الدلالية، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2003،
Ø   الحمزاوي (محمد رشاد)، المعجمية، مقدمة نظرية مطبقة، مصطلحاتها ومفاهيمها، مركز النشر الجامعي، تونس،2004
Ø   التوجيهات التربوية للمادة اللغة العربية سلك الثانوي التأهيلي

المراجع الأجنبية
-S.ullmann meanining and style oxford 1973
-J.Lyons, semantics, vol, Cambridge university, 1977,
- A. leher, semantics fields and lexical structure, London, 1994


[1]-S.ullmann meanining and style oxford 1973 p 26-27
[2] -J.Lyons, semantics, vol, Cambridge university, 1977,p268
[3] - A. leher, semantics fields and lexical structure, London, 1994, p1
- مختار (أحمد عمر)،علم الدلالة، عالم الكتب، القاهرة، ط5، 1998، ص:80[4]
- غاليم محمد ، التوليد الدلالي في البلاغة والمعجم، دار توبقال للنشر،ط1،1987،ص:81[5]
3- البهنساوي (حسام)، التوليد الدلالين دراسة للمادة اللغوية في كتاب شجر الدر لأبي الطيب اللغوي، في ضوء العلاقات الدلالية، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2003،ص:17
[7]-S .Ullmann p : 31
[8] A.LEHER P:22-23
الحمزاوي (محمد رشاد)، المعجمية، مقدمة نظرية مطبقة، مصطلحاتها ومفاهيمها، مركز النشر الجامعي، تونس،2004،ص:186 -[9]
-نفسه،ص:187-186[10]
تكنولوجيا التعليم

بقلم :تكنولوجيا التعليم

هدفي من خلال القناة هو تأطير وتطوير إدماج تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم،وقيمة الإنسان ليس بما يملك،بل إن قيمته فيما يقدم للآخرين.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مرشدي في تعلم العربية

 

تصميم الموارد الرقمية

 

مدخل ‘لأى المونتاج

 

جديد سنة 2017

جميع الحقوق محفوظة

تكنولوجيا التعليم

2016