-->
تكنولوجيا التعليم تكنولوجيا التعليم
new
جاري التحميل ...
new

التعليم عن بُعد.... ثقوب فى طوق النجاة


التعليم عن بُعد.... ثقوب فى طوق النجاة

بقلم: تامر الملاح

  1.   مقدمة.

يعتقد الكثيرون أن التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد هو الحل الأمثل لكل مشكلاتنا التعليمية، وذلك لما يوفره من حلول للعديد من المشكلات التي يعاني منها التعليم الصفي التقليدي، فما أتاحه من حلول جعله مطمع لدى الكثيرين من أجل الإعتماد عليه في الكثير من المواقف التعليمية، وكأنه طوق النجاة.

ولكننا هُنا بصدد أن نضرب على الجُرح الغائر والإندفاع الغير مدروس والهوس بالتكنولوجيا التي لا تفيد في بعض الأحيان، فكما كانت التكنولوجيا يوماً ما لعبة فى أيدينا أصبحنا نحن الأن لعبة فى أيدي التكنولوجيا، فيجب أن يعلم الجميع أن التكنولوجيا ليست هي الحل السحري لكل مشكلاتنا التعليمية، فمهما تطور الكتاب الإلكتروني لن نستغني عن الكتاب الورقي، ومهما تطورت البيئات الإلكترونية لن نتخلى عن الذهاب للمدرسة والجامعة فى كل صباح.

فكما أن للتعلم الإلكتروني العديد والكثير من المميزات إلا أن له أيضاً الكثير من العيوب والتي تصبح كما أطلقت عليها ثقوباً في طوق النجاة الذي وضعنا عليه كل متاعنا، وركزت عليه كل بحوثنا، وكأن الإعتقاد الأساسي هو أن تكنولوجيا التعليم تعتمد على التكنولوجيا فقط، وهذا إعتقاد خاطئ للغاية، فتكنولوجيا التعليم تبحث فى تطوير الواقع التعليمي بشتى الطرق التي قد تعتمد على التكنولوجيا أو تطوير العنصر البشري فى حد ذاته، أو تغير طرق واستراتيجيات تقليدية من شأنها أن تحدث الفارق في العملية التعليمية.

  1.   ثقوب فى طوق النجاة.

تتعدد عيوب وثغرات التعليم الإلكتروني بشكل عام، وسوف نذكر منها أهم الثقوب التي بدورها تجعل منه تعلم ذا فاعلية أقل، وهي على النحو التالي:

- الجانب التفاعلي: ضعف التعامل المباشر بين المعلمين والمتعلمين والتركيز بالدرجة الأولى على الجانب المعرفي، فبرغم ما وصل إليه التعليم الإلكتروني من تطور إلا أنه لن يصل إلى درجة التفاعل الكاملة كما هو الحال في التعليم التقليدي.

- الجانب القيمي والاتصالي: فقدان الحوار والتقطع فيه أحياناً بسبب الاتصالات بالشبكات, مما قد يؤثر على ذكاء الطالب المنطقي، فمن خلال الحوار والتعامل المباشر الذى يتم فى البيئة التقليدية يتعلم الطالب أداب النقاش والإستماع وكيفية طرح الأسئلة واحترام الطرف الآخر وانتقاء الألفاظ والمصطلحات من معلميه في مواقف حية، وهذا ما لا يتوافر مع التعليم الإلكتروني الذي يحاول فيه المعلم والمتعلم إنجاز المهمة دون تعلم أي قيم.

- الجانب الشخصي التواصلي: فبعض المتعلمين يواجهون مشاكل في التعبير عن أرائهم وأفكارهم وما يدور داخل أذهانهم كتابياً كما هو الحال في التعليم الإلكتروني، وهم في نفس الوقت لديهم قدرة عالية على التعبير عما بداخلهم شفوياً، وهذا ما تتيحه بعض أدوات التعليم الإلكتروني بالتأكيد ولكن ليس بالقدر الكافي كما هو الحال فى التعليم التقليدي.

  • - جانب السلوك التكنولوجي: دائماً ما يعبر علماء النفس عن أن التكنولوجيا تجعل الأفراد يميلون للعزلة ويتراجعون عن التواصل مع الأخرين، فحتى شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت شبكات للإنفصال الاجتماعي والبُعد عن المهام البشرية، ولعل تلك الظاهرة التي أثبتتها العديد من الدراسات أخطر سلبيات التكنولوجيا والتي بالطبع سوف تؤثر بالغ التأثير على التعليم من خلال التكنولوجيا.


  • - الجانب التحفيزي: قد يؤدي التعليم الإلكتروني إلى ضعف الدافعية نحو التعلم والشعور بالملل نتيجة الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والتعامل معها لفترة طويلة من الوقت، وخاصة إذا كانت المادة العلمية المعروضة خالية من المؤثرات السمعية والبصرية التي تجذب المتعلم نحو التعلم، وبمقارنة ذلك بالبيئة التقليدية التي دائما ما تجدها مليئة بالمتغيرات والمثيرات والمنبهات التي تجعل المتعلم دائماً فى حالة صحو وتركيز.


  • - الجانب الابتكاري: فبرغم التطورات المتلاحقة فى مجال التعليم الإلكتروني إلا أنه حقاً يقيد الجانب الابتكاري والإبداعي لدى المتعلم لأنه يلزمه بإستجابات معينة وهي الإستجابات الصحيحة الموجودة في البيئة الرقمية والتي على المتعلم تعلمها كما هي، فالجهاز لا يفهم إلا الإجابة الصحيحة فقط، وليس لديه القدرة على تقدير الإجابة إذا كانت غير صحيحة بالنسبة لبرمجته، كما هو الحال في التعليم التقليدي.


  • - الجانب العلمي: اتفقنا مع التعليم الإلكتروني أو اختلفنا معه إلا أن له مميزات عديدة وكذلك تعددت عيوبه، ولعل من أهم الثقوب الموجودة به هو أن بعض المواد لا تصلح لأن تدرس من خلاله، كالبحث العلمي وتنمية مهاراته، وتنمية الاتجاهات العلمية التي تحتاج إلى مواقف حقيقية مباشرة، وكذلك تنمية القدرة على التذوق والنيل من جهود العلماء واللقاء بهم والتعلم منهم وجعلهم قدوة فلا يتيح التعليم الإلكتروني ذلك مهما وصل إليه من تطور.


  • - الجانب التقني والمادي: فليس جميع الطلاب والمعلمين لديهم أجهزة كمبيوترية أو لاسلكية نقاله، وليس جميعهم لديهم القدرة على الاتصال بشبكات الإنترنت، وليس جميعهم لديهم القدرات والمهارات التي تمكنهم من التعامل مع كل هذا، فجميع ما سبق ثقوب في من يتخيله البعض طوقاً للنجاة من الكثير من الأزمات التعليمية.


  1.   ما وفره التعليم الإلكتروني لسد الثقوب والثغرات.؟

يوجد حلول من قلب البيئة الإلكترونية لبعض الجوانب بالتأكيد، ولكن هناك الكثير من الثقوب التي يكون علاجها الوحيد هو التعليم التقليدي، ومن هذه المقترحات والحلول:

- خلقت العديد من التقنيات التكنولوجية إمكانية تحقيق التفاعل المباشر بين الأطراف المختلفة كالويبينار التعليمي والفيديوكونفرس والاتصالات المصورة.

- يوجد العديد من وسائل التعبير عن الأراء داخل البيئات التكنولوجية في هذه الأيام، فيمكن التعبير عن الأفكار بأى وسيلة كتابية أو صوتية أو مصورة، فتعدد الأدوات اليوم جعل الخيارات كثيرة أمام المتعلمين لمراعاة إختلاف قدراتهم.

- ظهرت المحفزات التعليمية "التلعيب" في البيئات الرقمية التعليمية للتغلب على مشكلة الملل التي قد توجد مع الوقت من كثرة الجلوس أمام الأجهزة الحاسوبية أو الإلكترونية أثناء عمليات التعليم الإلكتروني.

- في عصر بيئات التعلم ثلاثية الأبعاد والبيئات المعززة تكنولوجياً والمعززة بالواقع الحقيقي أصبحت القدرة على الإبداع متاحة، ومما يدعم ذلك هو تعدد الأدوات التي وصلت لدرجة صعوبة حصرها فى هذا العصر، مما جعل المتعلم يختار من بينها ما يناسبه.

- من الضروري القيام بدورات تدريبية تكنولوجية لكل من المعلمين والمتعلمين، وتفعيل دور مادة الحاسب الآلي فى المراحل التعليمية لتنمية مهاراتهم التكنولوجية.

- من الضرورى العمل على إتاحة أجهزة تكنولوجية داخل المؤسسات التعليمية للبيع بأسعار مدعمة حكومياً للتغلب على المشكلة المادية للحصول على الأجهزة لكل معلم أو متعلم.

- الإنترنت فى هذه الأيام قد وصل الريف والقرى والنجُوع، فعلى الدولة دعم توصيل الخدمات التكنولوجية التعليمية فى جميع بقاعها.

وفي النهاية سيظل التعليم التقليدي هو الأساس والتعليم الإلكتروني هو التطور، وستسعى تكنولوجيا التعليم جاهدةً إلى الدمج بينهم لجني ثمار ومميزات النوعين فى نظام واحد.


تكنولوجيا التعليم

بقلم :تكنولوجيا التعليم

هدفي من خلال القناة هو تأطير وتطوير إدماج تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم،وقيمة الإنسان ليس بما يملك،بل إن قيمته فيما يقدم للآخرين.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مرشدي في تعلم العربية

 

تصميم الموارد الرقمية

 

مدخل ‘لأى المونتاج

 

جديد سنة 2017

جميع الحقوق محفوظة

تكنولوجيا التعليم

2016