إعداد
تامر المغاورى الملاح
تكنولوجيا التعليم - كلية التربية
أكتب مقالي وكلي شغف بأن يدرك الجميع أن لكل مقامٍ مقال، ولكل منصب كرسيه، ولكل عصر حضارته، ولكل موقف ظروفه، فاليوم نتحدث عن عمليتين هما الأساس في حياة الإنسان وهما التعليم والتعلم، فأيهما ندرك أنه لنا الحق في أن نبدع فيه، وأيهما ندرك أن حقنا فيه هو فهم طبيعة عمله لزيادة قدراته، فمفاهيم مثل التعليم والتعلم والتدريس تختلف شكلاً ومضموناً عن بعضها البعض، ولكنها تتكامل داخل منظومة واحدة تكامل يجعلها تؤدي رسالة واحدة لتحقيق هدف واحد.
فربطت في عنوان مقالتي التعليم بكونه فن لأنها عملية من شأنها أن تتضمن موقفاً يحق لطرفيه الإبداع فيه، ويشتمل الإبداع بداخله على الابتكار في طريقة توصيل المعلومة، والخروج عن النمطية في طرق التدريس، والتحرر من البيئة التقليدية للتعليم، واستنفار واستفزاز قدرات المتعلمين بشتي الطرق والأنشطة التي تساعدهم على الإبداع، فالتعليم كلما أصبح فناً أعطى القدرة على التجديد والابتكار، فالفن في التعليم يجعل تعلمنا أمراً سهلاً وممتعاً للغاية، ويشعر معه المتعلم وكأنه في وصلة من الأنشطة التي تقوده إلى خلق جو داخلي يشعر من خلاله بشئ من الاستمتاع، وليس النمطية التي تجعله يثقل على عاتقه وكاهله حمل المواد الدراسية، مما يؤدي إلى قتل قدراته الإبداعية.
فالتعليم المبدع، والمعلم المبتكر يجعل هدفه تحقيق الأهداف المرجوة ولكن بطريقة مبدعة ومبتكرة، فليس الهدف مقتصراً على تحقيق الهدف، ولكن أصبحت دراسة كيفية تحقيق الهدف أمر في غاية الأهمية في عصرنا الحالي، ففي عصر يبحث عن توصيل المعلومة بما يتناسب ونمط تعلم المتعلم للمعلومة يجبرنا دائماً على الإبداع وتقديم المعلومة بشتى الطرق والأشكال التي من شأنها أن تحقق كافة الأهداف التعليمية بشكل مميز جداً.
علم التعلم: على الجانب الأخر نجد أن عملية التعلم عملية معقدة أحياناً، فالبحث دائماً عن كيف يكتسب الإنسان والعقل البشري المعلومة عملية لا تنتهى برغم تقدم التكنولوجيا في العصر الحالي، لذلك كلما تعمقنا في هذا العلم والدراية التامة بدراسته كلما فهمنا أكثر طبيعة العقل البشري، كلما كانت عملية استيعاب المعلومة بمختلف أشكالها أيسر، كلما ساعد ذلك على الإبداع في التعليم، وتقديم المعلومة الواحدة بصور متعددة وبأشكال مختلفة، لما يتناسب مع طبيعة العقول البشرية المختلفة في طريقة استيعابها من شخص لأخر، وبالتالي تحقيق أكبر قدر من الإنجاز والوصول إلى إبداعية التعلم المبتكرة.
فما نعانيه اليوم وقبل اليوم هو بسبب القصور في فهم وطبيعة العقل البشري في عملية التعلم، لذلك ظهرت نظريات معالجة المعلومات والتعلم المستند إلى الدماغ لمحاولة فهم طبيعة عمل الدماغ البشري لمراعاة تلك الطبيعة في عملية التعليم والتدريس، فالتدريس المقدم ويكأنه مقدم لطالب واحد أصبح لا يفي بالغرض، وحقق فشلاً زريعاً في الأونة الأخيرة، فما علينا سوا أن نحقق المعادلة بين فن التعليم وعلم التعلم.