بقلم.... تسنيم داود الإمام
قد يتعجب البعض من المصطلح الخاص بالجيل الثالث للويب فقد وضع الكثيرين العديد من التصورات حول الجيل الثالث للويب بل والجيل الرابع أيضاً وأظهرت الخريطة الزمنية لأجيال الويب هذا الأمر جيداً، فبعد تطورات تقنية مزهلة في مجال التكنولوجيا ومدى إقترابها من الحياة البشرية أصبحنا لا نتعجب من مدى تدخلها في حياتنا العامة والتعليمية.
قد لا يدرك البعض أن تصل التقنية يوماً ما لأن تفهم ما يفكر فيه الإنسان البشري، بل وتستشعر بأنك تناقش شخصاً أخر أكثر فهماً إن صح التعبير، فمن الطبيعي أن ندرك أن مجرد برنامج لإرشادنا إلى الطريق الصحيح عن طريق توضيح مداخل ومخارج النطاق الجغرافي الذي تقع فيه، فمن السهل أن ندرك أيضاً أن التقنية أصبحت تنطق وتتكلم ولم تعد صماء ومستسلمة لمجموعة من الضغطات على الأزرار الخاصة بجهازك الإلكتروني، فأدركت التقنية الأن وضعها ودورها الحقيقي في الحاضر والمستقبل.
إن الجيل الثالث للويب هو جيل يعتمد على الترميز والفهم، ويقوم على التعامل بعقل بشري ناضج ومدقق لما يطلب منه، فلكل كلمة معنى ودلالة يقصد منها الشخص مدلول معين، ففي السابق كانت التقنية تتعامل بمبدأ التشابه والتماثل، ولكن أمام تحديات العصر الراهن لم يعد هذا الأمر يفي بالغرض فكان لابد من ظهور تقنيات تتعامل بمبدأ المعاني والدلالية لذا جاء الجيل الثالث للويب مخاطباً ذلك.
ففي ظل التطورات المتتابعة للعصر الحالي فى مجال تكنولوجيا التعليم يطل علينا (تيم بيرنرزلى) بطموحه الجديد ألا وهو (الويب الدلالى) الذى يريد من خلاله جعل البحث والمحتوى أكثر تفاعلية ودلالية مما هو عليه الآن، ومن هنا رأت الباحثة توظيف تقنيات مثل هذا الويب فى بيئات تعلمنا حتى نصل بالمحتوى إلى الصورة التفاعلية المرجوة.
- v مفهوم الويب الدلالي.
وهو مجموعة من الطرائق والتقنيات المتبعة لجعل الآلات قادرة على فهم المعاني أو "الدلالات" للمعلومات على الشبكة العنكبوتية العالمية. الويب الدلالي شبكة من البيانات التي يمكن معالجتها من قبل الآلات بشكل مباشر أو غير مباشر. الويب الدلالي هو جعل الويب أكثر قابليةً للفهم من قبل الآلات. الويب الدلالي هو بناء بنية تحتية مناسبة للعملاء الأذكياء (Intelligent Agents) للقيام بعمليات معقدة لمستخدميهم.
ويمكن تعريفه هنا على أنه: "تللك التطبيقات التي صممت بحيث تكون قادرة على فهم وترميز صفحات الويب بمعني أن التطبيق يفهم أن ترميز ما في صفحة الويب هو عنوان بريد، وذلك من خلال فهمه لنمط ترميز العنوان".
- v فهم التقنية بوعي بشري.
فتجد أن التقنية أصبحت لا تتلقى الأوامر وتنفذها كما هي، ولكن عملية الترميز وفهم المعاني والدلالات جعلت التقنية تتسأل عن أشياء كثيرة لكي تصل بك إلى المعلومة الصحيحة، فعلى سبيل المثال: إذا سألت الشبكة العنكبوتية عن مكان دكتور أسنان مثلاً، فإنها بشكل تلقائي تستطيع من خلال إدراكها للمكان والموقع الجغرافي أن ترشدك إلى أقرب دكتور أسنان لك.
إذاً فنحن أصبحنا أمام تقنية تعي كيف تنطق وتستوعب وتفهم دلالة ومقصود الإنسان من بحثه عليها، فالعصر الحالي أصبح بحاجة ماسة وضروية إلى تقنيات تقوم على الذكاء الإصطناعي والنظم الخبيرة فيجب أن نتفوق على أنفسنا في هذا المجال وذلك لأجل العمل على توفير وقت وجهد كبير جدا على الإنسان في حياته بصفه عامة وفي تعليمه بصفة خاصة.
فالويب الدلالي أو الجيل الثالث للويب نواة قوية جداً للجيل الرابع للويب والذي قرب موعد إنطلاقه وظهوره وسوف نتحدث عنه بشكل مفصل في مقالات قادمة.
تسنيم داود الإمام
- ماجستير تكنولوجيا التعليم وباحثة ومفكره وكاتبه في مجال تقنيات التعليم والتربية، كلية التربية، جمهورية مصر العربية.